سديم

صوت المنبه أصبح مزعجاً، كأنه يصدر من رأسي. دائما يتربص بأحلامي ويفاجئها قبل النهاية، يُخلف مكانها التساؤلات. ربما يأتي نفس الحلم غداً وأرى وجه فارس أحلامي. أستيقظ مذهولة فزعة، الساعة تشير إلى الرابعة صباحاً، لازال لدي متسعٌ من الوقت كي أتجهز للذهاب إلى الكلية. أنهض من السرير وعيني على أختي سعاد، أخشى أن يتمكن المنبه من حلمها أيضاً. أمشي على رؤوس أصابعي كما تفعل اللصوص. تتقلب بتذمر، تضع الدثار على وجهها. أتعثر بـ حقيبتي في الظلام. ” يوووهـ ” تصرخ أختي وترفع الوسادة، تضعها فوق الدثار المُكوم على وجهها. أقترب من النافذة، الستائر تتموج بهدوء، تداعبها هبات النسيم محملة بـ عبق الطبيعة، ازيح الستائر ويصافح وجهي النسيم، أتنفس بـ عمق. الهواء النقي سبب في الطمأنينة كما يقول أبي. أطل على إم دسمان، القرية الصغيرة في بطن الوادي. أعمدة الإنارة المبعثرة في أرجائها لا تحقق رغبتي في تأمل بيوتها المتراصة وطرقاتها المتعرجة، سوى النخيل الشامخات المحيطة بالقرية، بتركيزٍ أكثر أستطيع رؤية رؤوسها. صياح ديك في البعد، يأتي متقطعاً جارحاً لحظات الصمت والسكينة في البلدة. الحياة هادئة جداً في إم دسمان، لا أحداث تحدث جلبة كبيرة تقع فيها، عدا الأفراح والجنائز. أهلها مترابطين بصلة الدم والمصاهرة، حتى الغرباء عندما يأتونها ويقيمون فيها لـ فترات طويلة، يمتزجون فيها ولا تتمكن من التفرقة بينهم وسكانها المحليين… تتمه من هنا

0 الردود to “سديم”



  1. اكتب تعليقُا

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s




تغريدة تويتر

رميتُ في الذاكرة

Blog Stats

  • 59٬114 hits

%d مدونون معجبون بهذه: