أحد الأصدقاء – لست متأكدا من كلمة صديق الآن- ثرثار درجة أولى . أقصد من النوع الذي يخبرك تاريخ حياته وأحداث يومه بالتفصيل الممل في ساعة واحدة. ألله وحده يعلم كم أبغض كثرة الحديث. إنه أمر فضيع جداً ، وسيلة تعذيب متطورة بشكل رهيب . ولكن أكون صادقاً معكم ، أنا شخص ضيق الخلق جداً ؛ كيف لو كان الانسان الذي أمام لا يغلق فاه. أعني ما الذي أفعله بتاريخك الحافل بالمغامرات العاطفيه أو سفرياتك الى مدري وين هذه كلها أشياء غير ذات أهمية. إن كنت غني أو فقير ، إن فعلت أو ما فعلت . المهم أنني فكرت بقضية هذا الانسان من منطلق أننا نعيش في غربة وطريقنا واحد وبمعنى آخر ” ما أعرف أحد غيره ” . ليه الثرثار ثرثار ؟
أعتقد أن هذا راجع لـ الثقة بالنفس أولا وأخيراً . ياليتني درسة علم نفس !
في نظرية في علم النفس جميلة جداً ، اسمها هرم ماسلو للضروريات او الاحتباج (maslow hierarchy of needs )- ابحثوا عنها – .. مبدأها أن كل انسان يحتاج شيء ، وهذه الاحتياجات أو الضروريات بالأصح تعتمد على أهميتها بالنسبة إلى الشخص .. ابتداءا من الاشياء الضرورية للبقاء وانتهاءا بالاشياء الضرورية لتحقيق الشعور بالغبطة وتحقيق الأهداف . الاحتياجات هذه هي المحرك النفسي والفعلي لأفعال ألناس . الحاجة للحب ـ الحاجه للمال ـ الحاجة للقبول لدى الآخرين – الحاجة لتحقيق الذات – الحاجة لكل شيء . لا أدري كيف يمكنتفسير التعبد لله سبحانه وتعالى ، لكني أعتقد أنه بالامكان اضافة الحاجة الروحية لتكون أعلى هذا الهرم . الانسان المجتهد في عمله ربما محركه الترقية في العمل والمكافأة السنوية وهي تندرج تحت الحاجة لـ تحقيق الذات والرضاء النفسي واحترام الاخرين وما إلى ذلك . النظرية طويلة ودرستها في مادة ادارة الموارد البشريه قبل مده – يالله كم سنه لي متخرج –
نرجع الى صاحبنا الثرثار – إن تشكي من هذره ليس إلا حاجتي الأولى والأساسية . الحاجة البدنية للراحة . أعني محفزي هنا هو حاجة أذني للراحة- أعتقد أنه لم يحقق حاجته النفسية لـ الرضاء النفسي والقبول لدى الآخرين أو بمعنى آخر لا يملك الثقة اللازمة بأن من حوله سيتقبلوه كما هو وبدون أسأله عن حياته او أفعاله. فعل الثرثرة ليس إلى محاولة للظهور أمام الآخرين بمظهر الانسان المغامر واللي يعرف كل شي وعنده معلومات عن كل شيء . إيه افلقني
الاشكال هو كيف اريح اذني واساعد هذه الانسان على الكف عن الثرثرة ؟
الله ياجرك : P
إياك أن تُفكر في دراسة علم النفس :Dعلم النفس جميل. تستيطع ان تفعل كما فعلت هذه المرة : أن تقرأ عنه . ولكن أن تدرسه
!أظن لو تُعرف صاحبك على آخر لهُ لديه فضُول كبير :p وحاجة فضولية سيكُون أفضل. فانت تلبي بهذه الطريقة الحاجتان 😉
ربي يحفظك
كوفيهليس كل الطرق تؤدي الى روما. بعض البشر يحتاجون الى الصفع اكثر من أي شيء بالعالماتفق معك بعلم النفسكوني بخير