قد تكون الإجابة السهلة السريعة على السؤال عن الحرية أنها هي التحرر من القيود. لكن ماهية هذه القيود هي جوهر الإختلاف و مكمن المشكلة. قد تكون التحرر من السجن، التحرر من الدكتاتورية، التحرر من قيود المجتمع، أو أنها الحرية في الاختيار، حرية أداء العبادات أو كانت في مطلق الأحوال تكون في التمكن من القيام بكل ما لا يضر الآخر. وكذلك قد تكون قائمة طويلة جداً كل حسب رؤيته و متطلباته منها.
من الجهل القول بالعيش بلا قانون بلا قيود! فمازال الإنسان بحاجة إليها للتنظيم و رعاية شئون الحياة. وكذلك لحفظ الحريات!. فالأصل في أن الإنسان هو صاحب الإرادة والاختيار والتصرف إلا في الأمور التي لا يتم للمجتمع قوام إلا بالتزام الأفراد جميعهم بها. ومن هذا يكون المرء حراً في أن يفعل كل ما لا يمنعه القانون، وأن يرفض القيام بكل ما لا يأمره بفعله. فمفهوم الحرية يعتمد على الإرادة التي هي استجابة وفعل يقوم به الإنسان و فقاً لالتزامه بقوانين المجتمع والمساحة التي يسمح له المجتمع والقانون بالتحرك فيها. إن الحرية- أو ممارسة الحرية – مرهون بممارسة الخيارات المتاحة، ومقدارها مرتبط بكمية الخيارات المتاحة الذي تحددها لك الضروف الإجتماعية والقانونية.
تعريف الحرية يعتمد على المنطلق الذي منه تتشكل أفكارنا و تتحدد رؤيتنا للحياة وفقاً له. وعندما أقول منطلق اقصد المرجعية والثقافة والأفكار المقولبة التي تنطلق منها رؤيتنا للحياة. البعض مرجعيته دينية و البعض تكون مرجعيته العقل أي أن دينه العقل. و لا ننسى الإشارة للمرجعية الإجتماعية و السياسية. لكن كل هذه المرجعيات هي ما يحدده المجتمع بأسره و هي ذات أبعاد و إتجهات متشعبة. ماالذي تعني لك الحرية ماذا تريد منها؟ ليس أمر منوط بانسان لوحده أو بأقلية مخالفة. لكنه سؤال يتم الاجابة عليه مستحضرين مرجعياتنا وثقافتنا ومنطلقين منها لتحديد مفهومها. ثم يتم رسم لوحة الحرية و تأطر أبعادها وتضع القيود مرة أخرى لحفظها و ضمان عدم الإخلال بها و التعدي عليها.
لكن هذا الإستنتاج يضعنا أمام إشكال آخر. عندما أنادي بالحرية وفقا لمبادئي و مرجعيتي هل ما أستند عليه هو الصواب؟ ألا يعقل أن يكون الفهم الذي أمدتتني به مرجعيتي يحوم حوله بعض الشكوك او هو خاطئ بالكلية. والحقيقة انه في عالمنا الإسلامي مازال هذا المفهوم يمثل إشكال كبيراً و مدار نقاش و تساؤلات لا تنتهي.كذلك نفس الشيء يكون لـ سلطة المجتمع و السلطة السياسية.
إن الإسلام تكفل بالحرية ، ليس للمسلم فقط بل للكافر أيضاً وهذا أمر معروف، “لقد انطلق الاسلام مع الانسان الحر المختار، فوهبه حرية الفكر، وحرية السلوك، وحرية التملك وحرية العمل، والحرية السياسية، غير أنه قرن الحرية بالالتزام والمسؤولية. * ” ونحن نعيش في دوله مسلمة، القرآن و السنة دستورها كما يخبرونا فيه دائما لكن لا نحضى بالحرية التي عاشها المسلمون الأوائل كما شرعها الإسلام. إننا نعيش الحرية التي تراها الدولة و تراها عاداتنا و تقاليدنا.
الحقيقة أن مفهوم الحرية هو قيمة عظمى بحد ذاته و مطلب أساسي لعيش الحياة الكريمة و من أجل تحقيق العدالة و المساواة بين أفراد المجتمع بأسره. الحرية هي ضمان وجود الخيارات وحرية التمتع بهذه الخيارات أو إمتلاك الحقوق التي تكفل بنيل الحرية والعيش فيها وعدم التعدي عليها. الحرية حق لكل انسان ووجودها مرتبط بوجود قانون ضامن لها.
* مبادئ النهوض الاجتماعي – مطبوعات البلاغ
رائع جدًا الحرية أجمل ما في الوجود
وهي حق لكل إنسان كفله الله له
شكرًا لك
ممتن لهذا التواجد
شكرا لك
الحريه
تبداء اولا بالفكر
فلو لم تكن حرا بفكرك ووضعت قيود وهميه افتراضيه على فكرك
فكيف ستكون حرا بالامور الاخرى؟
الله عليك ، العقل هو أكثرنا حاجة الى الحرية. ولولا حرية العقل والفكر لما رأينا هذا التطور
لكن أخبرني بحق ، هل جمعتنا الأيام في مكان آخر؟