أجدها حاجة ملحة أن أكتب لك الان. أعاني من صداع شديد في هذه اللحظة ولا أريد الاستسلام للنوم. لكن لا تستعجلي وتظني انني سهرت الليل من أجلك. لم افعل هذا. لم اسهر لك أو أسهر لغيرك. جزء من الليل كان لك وحدك و الباقي كان موزعاً بين البلوت ومتابعة المسلسلات والأفلام و قصائد لقمان ديريكي. أعلم أنك لا تحبذين الكذب في المشاعر. إني أخبرك الحقيقة كلها الآن ولن أزيد عليها حرفاً واحداً. لن أزيد عليها واكون من الذين يتشدقون بما يقوله العشاق مثل “أحبك بجنون”. بحق الله لا أحد يحب الى حد الجنون. كلنا نعرف ذلك جيداً. إن المحب يتصرف أحيانا بدون عقل. وهذا ليس صحيحاً أيضاً عندما تنظرون إليه نظرة بصيرة إنه يتصرف بعقل قلبه. القلب عقل أيضاً . هناك قسم غير قليل من أفعالنا تمليها علينا قلوبنا. الأفعال تحركها الإرادة . والإرادة من القلب. لستُ مجنوناً بك و لا أحبك حد الجنون. لم أصل الى هذه المرحلة منذ شاهدتك تأكلين الآيس كريم بشراهة الأطفال. يومها لم أكن أنظر الى فمك الخوخة المنقسمة نصفين. لم أكن أحملق فيه ببلاهه. كنت أتردد على الكوفي شوب جاريا على عادة الشباب في التسكع في الشوارع. أهرب من رطوبة الخبر الى هواء المكيفات بأية وسيلة كانت. مقهى “ندى” الذي تعرفينه كما اعرفه بعزلته وموسيقاه واسعاره المرتفعة. كنت أتردد عليه لأن أغلب سكان الخبر يجهلونه. لأنه مقهى فاشل حسب كل المعاير التي يمكن أن نتفق عليها الان ولا نتجادل حولها غداً . القهوة والأثاث وتعامل عمالتهم الزفت مع الزبائين. الحسنة الوحيدة كانت صوت فيروز الذي لا يتوقف فيه
كانت الملعقة تلتصق بشفتيك بشكل حميمي ومغري. كنتُ المعلقة لوهلة. وقفزتُ الى عمق الايس كريم لأطفئ اللهيب الذي سرى فيني مثل النار. كنت أبحث عن القمر في نفس الوقت الذي تقبلين فيه الآيس كريم بعذوبة فتيات باريس، أسرق عباءته و ألفها عليك. إنك أكثر من أن تكوني نوراً يضيء حياتي. أتدرين أنني كنت بين الموت برداً أو الأحتراق بين شفتيك. ربما لأنك امرأة من الزمن القديم التي لا ترضى إلا أن تنتزع قلب حبيبها على طريقة محمد عبده ” وتل قلبي تل لدن الغصوني” . كان فمك الصغير و الذي يلوح ببطاقة دعوة للتقبل و امتطاء صهوة شفتيه حدث لا يمكن تجاهله بأي طريقة. كان شيء مزعج جداً في أول لقاء بيننا . . ربما انقضت سنوات الآن لكنني أخبرك هذا وهو سر مؤذي تحملته لوقت طويل وارميه الان بين قديمك. أقول لك أنه حتى رسمة الحاجبين و حبة الخال التي ترقص فرحاً بالقرب منهم. والرموش التي لا تملك إلا أن تقول يا ألله بصوت عالي . هذه التفاصيل التي تملكين لا يمكن أن تكون لـ امرأة تأكل الآيس كريم مثل الأطفال، تأكلين الآيس كريم وتدعينه يتساقط على قميصك بكل بلاهة. كنتُ أتمنى أن أكون ماءً وقتها وتغسلين بي قميصك وأتبخر تحت أشعة الشمس. أكون بخاراً ، ذرات اوكسجين في الهواء و أحوم حولك ثم أتصعد للسماء و أنزل مطراً تتراقصين له في فرح. أريد أن أكون من أجلك شيءً مجنوناً لا يعرفه إلا أنت ِ. كنت أريد أن أكون منديلاً تخرجينه على عجل و بكل ارتباك وتمسحين بقايا الآيس كريم من القميص ثم تنظرين له لـ ثانية واحدة لتتأكدي أنه اخذ معه الوسخ كله ثم ترميه في سلة المهملات. كنت أريد أن أكون النادل وهو يخبرك عن أفضل ما يقدمونه في المطعم و هو يلتهمك ينظراته التي تخبر الكثر عن ماضيه الأسود في مدى وقفته القصيرة جداً امامكِ. أو شعلة الغيرة التي احرقة طعامنا ذلك العشاء. كنت أريد أن أكون قائمة الطعام و الملعقة والسكين والشوكة. كنت غبياً بشكل معيب جداً لكنني لم أقوى على أن أقول : أحبك
يالله على ابداعك
أستمر يأيها المتألق وتأكد بأني اتابع جديدك بشغف مع من لم تستطع سماع أحبك منك
تحياتي
متابع بصمت
متشكر لك يا عمي
ورود كثيرة
:
التفاصيل هُنَا : حكاية والله
جميل جداً
(F)
شكرا دانتي
يَ الله يا بد قد إيش حكيك جميل !
قد ايييش ..
أنا من فتره عمري ما استرسلت في قراءة نص ب ذلك الطول و الأسطر المصطفه فوق بعضها !
لكن العمق بها شدّني ..
و الله عندي مشكله بالاسامي : (
دايم دايم
لكن اهم شي إني أخاطب روحك من الداخل
ممتن لك أنوار وهذه الزيارة
التفاصِيل لم تكن صَغيرة ، بل حِكَاية طويلة . 🙂
يارفيقة هذه الزيارة سأقيم لها احتفالاً