كانت الحياة أجمل زمن الطفولة عندما كان الآيس كريم يخلق الفرح في قلبك شهراً كاملاً. و الوقوف في حوض “البيك أب” يعادل ديزني لاند وكل ملاهي الدنيا وألعابها. عندما كنت تبكي وترفس برجليك من أجل الحصول على ريال من أمك و لا تشتري به أي شيء ، لكنك تقبله وتلفه مثل السيجار ثم تضعه في الصندوق الحديدي الصغير وتخبئه تحت السرير؛ وأخوك الأكبر ينتظر أن يكتمل النصاب من أجل علبة سجائر! إيه.. كانت الحياة أجمل أيام المراهقة وأنت تتبع ابنة الجيران من بعيد كل ظهيرة يوم دراسي و تتظاهر بأنك في انتظار جريدة الشرق الأوسط التي تتأخر في الوصول مثل كل شيء جميل يستحق الانتظار. تأخذ الجريدة و تلوح بها من بعيد و فتاتك تستغرب كيف تقرأ مثل هذه الجرائد المخلة بالعقيدة والعقل. كنت تلتهم الجريدة ومقالاتها وتضحك. كانت الحياة أجمل بكثير وأن تقضي النهار بين المدرسة والمزرعة. في المدرسة المستأجرة شرقي القرية التي لم تقدم لك من التعليم إلا كرة الطائرة وحل المعادلات الحسابية الصعبة. ليست مثل المزرعة البعيدة التي علمتك الحياة والشدة والتأمل، تعود منهكاً وتختبئ في غرفتك لتقرأ السلم والحرب بعيد عن شيخ القرية وجماعة التبليغ. كنت تفكر كثيراً ولا تكترث. كانت الحياة أجمل وأنت تنتقل الى المدينة وتهرب من صخبها وضوضائها إلى الماغوط وقباني ولقمان ديركي. كانت الحياة كتاب تقرأه ولا تفكر بأي شيء. وعندما تستيقظ ولا تجد الريالات الخمسة في صندوق الحديد تركض باكياً من أجل ريال آخر!
كانت حلوة الحياة.