ريال هارب !

 

كانت الحياة أجمل زمن الطفولة عندما كان الآيس كريم يخلق الفرح في قلبك شهراً كاملاً. و الوقوف في حوض “البيك أب” يعادل ديزني لاند وكل ملاهي الدنيا وألعابها. عندما كنت تبكي وترفس برجليك من أجل الحصول على ريال من أمك و لا تشتري به أي شيء ، لكنك تقبله وتلفه مثل السيجار ثم تضعه في الصندوق الحديدي الصغير وتخبئه تحت السرير؛ وأخوك الأكبر ينتظر أن يكتمل النصاب من أجل علبة سجائر! إيه.. كانت الحياة أجمل أيام المراهقة وأنت تتبع ابنة الجيران من بعيد كل ظهيرة يوم دراسي و تتظاهر بأنك في انتظار جريدة الشرق الأوسط التي تتأخر في الوصول مثل كل شيء جميل يستحق الانتظار. تأخذ الجريدة و تلوح بها من بعيد و فتاتك تستغرب كيف تقرأ مثل هذه الجرائد المخلة بالعقيدة والعقل. كنت تلتهم الجريدة ومقالاتها وتضحك. كانت الحياة أجمل بكثير وأن تقضي النهار بين المدرسة والمزرعة. في المدرسة المستأجرة شرقي القرية التي لم تقدم لك من التعليم إلا كرة الطائرة وحل المعادلات الحسابية الصعبة. ليست مثل المزرعة البعيدة التي علمتك الحياة والشدة والتأمل، تعود منهكاً وتختبئ في غرفتك لتقرأ السلم والحرب بعيد عن شيخ القرية وجماعة التبليغ. كنت تفكر كثيراً ولا تكترث. كانت الحياة أجمل وأنت تنتقل الى المدينة وتهرب من صخبها وضوضائها إلى الماغوط وقباني ولقمان ديركي. كانت الحياة كتاب تقرأه ولا تفكر بأي شيء. وعندما تستيقظ ولا تجد الريالات الخمسة في صندوق الحديد تركض باكياً من أجل ريال آخر!

1 ردّ to “ريال هارب !”


  1. 1 NaDa 25 جانفي 2011 عند 18:26

    كانت حلوة الحياة.


اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s




تغريدة تويتر

رميتُ في الذاكرة

Blog Stats

  • 59٬114 hits

%d مدونون معجبون بهذه: