- Shervin Lalezary
قبل أيام تمكن شرطي أمريكي في مدينة لوس أنجليس من إلقاء القبض على مفتعل الحرائق الذي روع أهالي ضاحية هوليود لأكثر من شهر بـ 35 حريقاً توفى جراءها طفلة وأكثر من 50 سيارة. كان خبراً مفرحاً، تقول الرواية الرسمية أن الشرطي “شيرفين ليليزاري” ا تمكن من إلقاء القبض على المشتبه به في الثالثة فجراً. وطوال الأسبوع التالي تلقى هذا الشرطي تكريماً وحل ضيفاً على أكثر من برنامج – منها برنامج إلين ديجينيريس الشهير. هذا الشيء فعلاً حيرني كثيراً.
الرجل صادفه الحظ في أن يجد سيارة المشتبه به في طريق عودته لمركز الشرطة وألقى القبض عليه. لا شيء مميز لا فعل بطولي ولا يحزنون. لكن الحقيقة أن هذا الشرطي الذي يعمل نائب شريف إحتياطي منذ أربع سنوات يوماً واحد في الأسبوع مقابل دولار واحد في السنة.
أقول أنه يستلم 1 دولار في السنة كاملة. دولار واحد لا يكيفيه ليشتري كوب من القهوة ولا يكفي لأي شيء بأي مقاييس يمكن أن تتخذها، إلا إذا إنتظر طوال هذه الأربع سنوات من العمل ليشتري كوب قهوة واحد من ستار بكوس.
هذه الروح الوطنية – إن أردتم أن أصفها لكم بكل النعوت والكلمات الجميلة التي تتردد على صفحات جرائدنا وأحاديث المهتمين بالوطن– أعني هذا الشخص إقتطع 12 ساعة من إسبوعه لمدة أربعة أعوام من أجل أن يخدم مجتمعه وأهالي مدينته مقابل دولار واحد في السنة. سبحان الله.
قبل أن يمر علي هذا الخبر، كان هناك خبر عن المغني المراهق “جستن بيبر“، الذي تبرع بعائدات عطره للأعمال الخيرية وتبرع بـ 200 ألف دولار لمدرسة أبناء المشردين. ومشروع الممثل الشهير براد بيت في توفير السكن لمتضرري إعصار كاترينا في مدينة نيو أورنيلينز. في مقابل التبرع الذي قامت به إدارة النصر السعودي لجمعية الأطفال المعاقين في المدينة المنورة ونسيت أن تعطيهم المبلغ !
هذه الثقافة التي توشك أن تكون معدومة في مجتمعنا تحتاج إلى ثورة فكرية وإجتماعية. لا يعقل أن نربي الأجيال أن التصدق على الفقراء والمحتاجين يكون بالمال فقط. الأموال لا تحل أي شيء. هذا الفكر المضعيف سيجعل الأجيال القادمة بشرُ ماديّ يعتقدون أن المال هو الحل لكل معضلة.
عدد الجمعيات الخيرية بالمملكة بكل أنواعها لا تتعدى 591 حسب موقع وزارة الشؤون الأجتماعية بينما في مدينة دالاس – في ولاية تكساس هناك 789 جمعية خيرية ! وليس الكم هو الفارق الوحيد هنا. إنها الثقافة التي يتربى عليها الأطفال في هذه المدينة. إبتداءا من برنامج الفتيات ” girl scout cookies“ الذي يدفع بالفتيات إلى بيع البساكيت والحلويات ثم إستخدام العائدات في برامج تهتم بالفتيات وإنشاء البرامج التعليمية من أجل تأمين مستقبل مشرق لهم داخل مجتمعاتهم. وإنتهاءا بجمعية “Meals on Wheels” الذي يُعنى بكبار السن الذين لا يعتني بهم أحد ويقوم بتوفير وإيصال الثلاث وجبات الرئيسية لهم. – كان لي الشرف أن أكون متطوعاً في هذا البرنامج لمدة شهر كامل.
هذا الإختلاف الكبير بين ثقافتينا مخجل ومخزي أكثر من بهو ماريوت وهذا الزعاق حول قضايا تخص تيارات معينة يضيع فيها الانسان السعودي البسيط ولا يستفيد شيئاً. يتكلم مثقفونا عن بناء الوطن وكل المصطلحات الكبيرة التي لانفهمها وينسون أن التغيير والبناء يكون من الفرد أولاً
كلما زاد المقتدر ماليا في أعمال الخير ومهمات خيرية .. قلت الضرائب عليه ,
كذلك يُلاحظ أن المشاهير ليسوا مشهاهير وراثة إنما ميسورين إن لم يكونوا من المجمعات الخيرية قد ترعرعوا , كما أن ثقافة احترام الأقليات و الضعفاء يربو عليها صغارهم بشكل منظم وليس ريالا يلقيه بسجادة متسول فيهرع إلى أهله فرحاً , فإما أن يفرحوا معه ولا يوجههوه للطريق الأنفع .. أو يأخذوا ماله قائلين : نجمعها لك حتى تكبر .. في العلن , وفي السر يتساسرون .. هذا لسا بزرويضيع فلوسه !!
وعي الشعب و دعم الحكومة و تسهيلاتها و ” حوافزها ” للأثرياء يجعلهم يتخذون القرار الصائب بسهولة
هذا صحيح، ان التبرع للحمعيات بخفف الضرائب، لكن هذا ليس كل شيء
الاشكال أكبر من كل هذا في مجتمعنا، المديون يعفى من الزكاة ولا أكذب عليك أنه في الايام التي كنت أعمل فيها في البنك كان بعض رجال الأعمال يطلب من مديري حساباتهم أن يتلاعبوا بالمديونيات ليتهربوا من دفع الزكاة
أظن ان هذا ضوئي الــ 7 هنا .
امممم
لماذا حظي شيرفين …بهذا الشرف ؟
لأن السمـــــــاء أكثر عدالة من الأرض ..!
وهذا حقه في قانون نيوتن الثالث…!
واتفق معك في أنه في مجتمعاتنا العربية لايوجد هنالك وعي كافي في ثقافة العمل التطوعي .
ولكني أتأبط أملاً ..في عمروخالد وصناع الحياة …من 2005 ونشر الوعي بمفهوم الأنموذج
وأتأبط خيراً في جيل سلمان العودة ..
لايزال هنالك ثمة ضوء !
آمين لكل هذا