“ كان جيم الرقيق يركض نحو المدينة إلى مكتب سيده توماس جيفرسون، يركض بكل قوة يمكن أن يتحملها جسده النحيل. فتح باب المكتب وهو يصرخ “سيدي سيدي سيدي“. إنتبه له سيده توماس وأغلق الكتاب الذي يقرأه وقال:” ماذا تريد يا جيم“. أجابه بصوت مبحوح:” البيت إحترق ياسيدي“. توماس أصابه الذعر وإحمر وجه بسرعة: “ ماذا عن كتبي؟“!!
في الأيام اللاحقة قام السيد توماس جيفرسون بمخاطبة دور النشر في قارة أوروبا ليمدوه بالكتب التي إحترقت ويدفع الغالي والرخيص من أجل الحصول عليها وفي مقدمتها أول ترجمة للقرآن الكريم!
يخبرنا التاريخ أن السيد توماس جيفرسون أعاد بناء مكتبته في عشرين سنة ليتبرع بها للحكومة الأمريكية لتصبح فيما بعد مكتبة الكونجرس، المكتبة الأعظم في تاريخ البشرية حتى هذه اللحظة.
أعتقد أنه وقت ظهيرة في يوم خميس صائف بالتحديد. أتذكر أن طعام الغداء كان جاهزاً ونحن بإنتظار عودة أبي من مدينة عنيزة بمنطقة القصيم التي يربط القرية بها طريق واحد وتبعد مسافة ساعة بالسيارة إن كنتم مهتمين بتفاصيل أكثر عنها. ولا حاجة لي لأسترجع هذا الآن لأنها مازالت المدينة الأقرب لنا والمكان الوحيد للتسوق لجميع حاجيات الأسرة والملتزمات الزراعية التي تحتاجها عائلة تمتهن الزراعة لكسب العيش. كنت طفلا كما يمكن أن تصنفوني وفي أولى خطواتي نحو أرض الرجال كما أريد أن أراها<span style=”font-family:Traditional
Arabic;”>.